❗️sadawilaya❗
يعيش لبنان اليوم أزمة حكم حقيقية، نظراً لعدم وجود الحكام الفعليين الذين يقولون ويعملون ضمن إطار المصلحة الوطنية، بل باتوا موظفين لدى الموظفين الأميركيين، ينفذون طلباتهم دون نقاش أو محاولة تدوير للزوايا، بل تسارع في تنفيذ الاوامر دون أي نقاش .
واقع مرير وصعب، أوصلنا بعضهم إليه، فبات مشروع التطبيع مع الصهاينة والانصياع للأوامر الأميركية أمراً يجري في سياق سريع، وعلت الأصوات التي تنادي بهذا التطبيع، بل وتواقح بعضهم أن ظهر على بعض الشاشات الصهيونية، دون حياء أو خجل .
الاكثر حقارة، غباوة وقلة نظر ورؤية، هو الاصرار على نزع سلاح المقاومة، والمضحك المبكي، أنه لا لمصلحة لبنان، بل لرضى الصهاينة، فكيف بهؤلاء السير في أوامر كهذه في ظل عربدة إسرائيلية يومية، وانتهاك صارخ لجو وبحر وبر لبناني ؟!
هل اتخذ هؤلاء قرار حرق البلاد ومن فيها، تنفيذاً لرضى أميركي خلفه رضى إسرائيلي ونسف كل مقومات الصمود اللبناني في وجه أي غاز ؟
هل فكر هؤلاء بالضمانات التي قُدمت إليهم مقابل هكذا تنازلات ؟
هل يملك الجيش اللبناني القدرة على مواجهة أي اعتداء إسرائيلي ؟
هل نسي هؤلاء أن قرارات الأمم المتحدة لم تنفذها الا بندقية المقاومة، وأنه طيلة عقدين من الزمن لم يستطيعوا إعادة الأراضي التي احتلتها اسرائيل ولم تكن هذه القرارات تساوي الحبر الذي كُتبت فيه، واستمرت اسرائيل بعدوانيتها تجاه لبنان ؟
فليذكروهم بأن القرار ٤٢٥ لم يُطَبق الا بسواعد الأبطال ونعالهم، الذين ما انتظروا تخاذلاً دولياً حتى يعيد لهم حقوقهم، وأن هذه الأرض ما كانت لتعود لولا هذه الهمم وهذا السلاح .
الاصرار والتعنت الذي يقوم به بعض أركان الحكم الذي لم يستطع التعبير لو بمجرد كلمات عن إدانته لموظف أميركي شتم الإعلاميين بأبشع التوصيفات، ولم يجرؤ وزير القوات اللبنانية للخارجية أن يستدعي الضيف أو السفيرة الأميركية، لإيصال رسالة إستنكار وطلب إعتذار عما تفوه به براك من قذارات خرجت من فمه، في وقت قامت الدنيا ولم تقعد حينما صرح الضيف الإيراني بكلمات محقة وصادقة ولا انتقاص فيها للدولة اللبنانية أو تدخل في شؤونها .
الكيل بمكيالين هو سلاح خطير اليوم على الواقع اللبناني كله، والإحتماء بالأميركي هو أخطر، خاصة أننا لم ننس الهروب المذل من أفغانستان للأميركيين تاركين وراءهم الخونة الذين باعوا أرضهم وارتضوا الذل وسيلة، ولا يغيب منظر تساقطهم من الطائرات الأميركية التي تعلقوا بها أملاً في خلاص وعَدوهم به سابقاً .
الدولة اللبنانية، بمعظم أركانها اليوم، تصمّ آذانها عن وجع الناس وتخوفاتهم، ولا تهرع لإيجاد حلول تعيد الحياة لإقتصادهم، أو تقوم بخطط لإسترداد أموال المودعين من المصارف التي نهبت مدخراتهم، بل بات شغلها أن تسقط نقاط القوة من لبنان كرمى لعيون أميركية وإسرائيلية وهي تسير في مقولة قوة لبنان في ضعفه، بالشاكلة التي ترتأيها .
لقد تناسى هؤلاء أن لبنان أثبت قوته بقوته المتمثلة بتكاتف جيشه وشعبه ومقاومته، وها هي جرود السلسلة الشرقية اللبنانية لا تزال تشهد على إنجازات القوة ونتيجة التلاحم في ثلاثية ذهبية أعادت بعض القوة وكثيراً من الكرامة .
صمت المقاومة اليوم ليس ضعفاً، بل هو ترك مجال لعودة بعضهم إلى لبنانيته التي فقدها في دهاليز عوكر والسفارات الاخرى، وهو قرار تأسيسي كان مذ إعلان ولادة هذه المقاومة، أن الهدف إزالة اسرائيل من الوجود ورفع الظلم عن المظلومين، وها هي آثار المبدع عماد مغنية تشهد وتعيد الذاكرة إلى الأميركيين دوماً أن الله كان دوماً ولا يزال موجوداً في ساحات الكرامة، نصرة للمستضعفين، ووصايا كل الشهداء الذين روت دماءهم تراب الوطن فأزهرت تحرير، لا زالت تؤكد على ضرورة صون المقاومة وحفظها، ولا يزال صوت الشهيد السيد عباس الموسوي ينادي بأن الوصية الأساس هي حفظ المقاومة .
الصمت والهدوء القائم اليوم ينذر بهدوء قبل عاصفة قد تقلع رياحها كل خائن وعميل وبائع لأرضه ووطنيته كما ستقلع إسرائيل .
إنها ليست أمنيات نتمناها في كل يوم، بل هي وقائع سيثبتها القادم، أن هذه المقاومة لا تزال قوية وثابتة متأصلة الجذور في كل شبر من أرضها المقدسة، تنتظر اللحظة المناسبة لإعادة رسم خرائط جديدة، وقواعد وخطوطاً حمراً تؤكد المؤكد، عن قوة وثبات وعزيمة وتَوَكُل ما خاب يوماً ولن يخيب، وتؤكد المعادلة الذهبية التي أرساها سيد المجاهدين وسيد الشهداء، رضوان الله عليه، وليتأكد كل العالم، محباً كان أو كارهاً أن هذه الأرض المقدسة لا تتسع لمعتد غازٍ ومقاوم مدافع، وتبقى الكلمة دوماً أن هذه الأرض لا تتسع، إما نحن وإما نحن، والقادم خير لكل شريف سيثلج قلوب الوطنين، ويؤكد لهم أن خياراتهم لم تخب يوماً ولن تخيب .
إنهم يرونه بعيداً، ونراه قريباً بإذن الله .
حمزة العطار